مقاومة الإنسولين: هل هي مرض؟ الأسباب والأعراض وطرق العلاج

مقاومة الإنسولين تعتبر من أكثر المشكلات الصحية انتشارًا في الوقت الحالي، وهي ليست مرضًا بحد ذاتها، لكنها إنذار مبكر ومباشر لاحتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني إذا لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح.

في الحالة الطبيعية، عندما نتناول الطعام يرتفع مستوى السكر في الدم، فيبدأ البنكرياس في إفراز الإنسولين. وظيفة الإنسولين هي حمل الجلوكوز (السكر) من الدم إلى داخل الخلايا حتى تستخدمه لإنتاج الطاقة.

أما في حالة مقاومة الإنسولين، فإن الخلايا ترفض دخول الجلوكوز رغم وجود الإنسولين بكميات كبيرة، فيظل السكر في الدم مرتفعًا، بينما تظل الخلايا “جائعة”. فيستمر البنكرياس في إفراز المزيد من الإنسولين، مما يسبب مشاكل إضافية.

أعراض مقاومة الإنسولين

تظهر مقاومة الإنسولين غالبًا من خلال مجموعة من العلامات الواضحة، أهمها:

1. الشعور بالجوع المستمر

حتى بعد تناول الطعام، يظل الشخص يشعر بالجوع الشديد بسبب عدم دخول الجلوكوز إلى الخلايا.

2. تراكم دهون البطن (الكرش)

ارتفاع الإنسولين يؤدي إلى تخزين الدهون بشكل أكبر في منطقة البطن والخصر.

3. ظهور بقع داكنة على الجلد

تظهر غالبًا حول:

• الرقبة

• الإبطين

• الفخذين
  وهذا العرض يُعرف طبيًا باسم Acanthosis Nigricans وهو علامة قوية على مقاومة الإنسولين.

هل مقاومة الإنسولين خطيرة؟

هي ليست خطيرة بحد ذاتها، لكنها تعتبر جرس إنذار مبكر لإصابتك المحتملة بالسكري من النوع الثاني. كلما تم تشخيصها والتعامل معها مبكرًا، زادت فرصة تجنّب المضاعفات.

كيفية التغلب على مقاومة الإنسولين والوقاية منها

للتحكم في مقاومة الإنسولين يجب الالتزام بعدة خطوات مهمة:

1. توزيع الوجبات خلال 12 ساعة

يُفضّل تناول جميع الوجبات خلال نافذة زمنية لا تزيد عن 12 ساعة يوميًا، وبذلك يحصل الجسم على فترات راحة كافية لتنظيم الإنسولين.

2. توزيع النشويات وليس منعها

من الأخطاء الشائعة منع النشويات تمامًا. الأفضل هو توزيع الكمية خلال اليوم مع اختيار مصادر صحية مثل:

• الشوفان

• البطاطا

• الأرز البني

• الفواكه

3. ممارسة الرياضة بانتظام

الرياضة من أهم عوامل تحسين حساسية الإنسولين، خصوصًا:

• المشي السريع

• تمارين المقاومة

• السباحة

• الجري

الانتظام أهم من الشدة… حتى 30 دقيقة يوميًا تُحدث فرقًا كبيرًا.

خلاصة المقال

مقاومة الإنسولين ليست مرضًا، لكنها حالة يجب الانتباه لها جيدًا لأنها تُعتبر مقدمة لمرض السكري من النوع الثاني. تحسين نمط الحياة، توزيع الوجبات، تقليل النشويات المكررة، وممارسة الرياضة هي الطريق الصحيح للوقاية والعلاج.

المصدر: قناة د. محمود زكريا على يوتيوب