ارتجاع المريء بعد التكميم: شعورٌ مزعجٌ شائعٌ إليك طرق علاجه
السُمنة خطرٌ شديدٌ على الصحة تَزداد معه احتمالات الإصابة بأمراض عديدة، ولعل عملية تكميم المعدة من أشهر العمليات الجراحية التي أثبتت كفاءتها فى هذا الصدد، حيث تتضمن إجراءً جراحيًا من شأنه أن يُخلص المريض من عناء وزنه الزائد دون عودة، ولأن لكل جراحة أو عقاقير احتمالات بمضاعفات مُعينة، تَكثُر مشاكل ارتجاع المريء بعد التكميم، وفى هذه المقالة، نتناول معًا ماهية هذا العرض وعلاقته بعملية التكميم، والطرق الأكثر فعّالية لعلاجه.
ما هو ارتجاع المريء؟
الارتجاع المريئي هي حالة شائعة يشعر فيها المريض بألم حارق بمنطقة الصدر بسبب رجوع حمض المعدة للمريء، ويَكثر حدوثها بشكل عرضى بعد تناول الوجبات أو عند الاستلقاء خاصةً بالمساء.لا يستدعى هذا الأمر القلق، حيث عادة ما يتم السيطرة عليه بتعديل نمط الروتين اليومي -خاصةً الغذائي- وقد نحتاج لتناول بعض الأدوية دون وصفة طبية.ولكن فى بعض الحالات، قد يكون ارتجاع المريء دليلاً واضحًا على وجود حالة مرضية خطيرة تستوجب عناية طبية خاصة.
نبذة حول عملية تكميم المعدة
تكميم المعدة هى عملية جراحية هدفها الأساسي إنقاص الوزن، ويتم فيها استخدام المنظار لاستئصال ما يُقارب الـ 80% من المعدة عبر فتحات صغيرة فى الجزء العلوى من البطن.بعد انتهاء العملية، تُصبح المعدة أشبه بأنبوب صغير فى حجم الموزة، وبالتالى يقل مقدار الطعام الذي يستهلكه المريض، ويقل معه وزن الجسم.
عادةً ما يتم اللجوء لعملية تكميم المعدة بعد فشل محاولات إنقاص الوزن باتباع الأنظمة الغذائية والتمارين الرياضية المختلفة، خاصة مع زيادة مؤشر كتلة الجسم عن الـ 40 فما فوق.وقد يتم إجراء تكميم المعدة فى حالات يكون فيها مؤشر كتلة الجسم أقل من 40 وكان المريض مصابًا بمشاكل صحية خطيرة تتعلق بالوزن كـ مرض السُكر أو إرتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب وغيرها.ومما سبق، تتضح الأهمية والفائدة الكُبرى لعملية تكميم المعدة، ولكن هل تعتقد أنها إجراء لا يشمل أعراضًا جانبيةً!
العلاقة بين عملية التكميم وارتجاع المريء
كغيرها من العمليات الجراحية، يحتمل مع عملية تكميم المعدة حدوث بعض المضاعفات، ولعل من أشهرها وأكثرها شيوعًا هو ارتجاع المريء بعد التكميم.
حيث يشعر بعض المتكممين بـ كما لو كان هُناك جمرة من النار تحرق صدرهم بعد إجراء العملية، وتختلف حدته وقوته من مريض لآخر.ولا يتعلق الأمر هُنا بأى خطأ طبي أثناء إجراء العملية، فهو شعور طبيعى يُحتمل حدوثه حتى مع اتباع المريض لكافة التعليمات كالراحة والالتزام بالنظام الغذائي .ولعل السبب الرئيسي لارتجاع المريء بعد التكميم هو ضعف عضلة المعدة المتواجدة في طرفها العُلوى، والتي يتمحور دورها في منع رجوع حمض المعدة للمريء و لذلك لا ننصح بإجراء عملية التكميم لمن يعانى من إرتجاع المرىء و يفضل فى هذه الحالة عملية تحويل مسار المعدة بالمنظار..
فمع إجراء تكميم المعدة، وتقليص حجمها، يزداد الضغط على تلك العضلة وبالتالي تَضعف وتفقد القدرة على التحكم بالعصارة المعدية، ما يُصاحبه الشعور بالغثيان وحرقان المعدة نتيجة الارتجاع المريئي.
ولفهمنا الدقيق لهذه الآلية، نستطيع -بفضل الله- أن نتلاشي الارتجاع ونقلل من فرص حدوثه للحد الأدني، حيث يقوم د. محمود زكريا بخطوة إضافية أثناء عملية التكميم تتضمن تثبيت جزء المعدة العُلوى فى عضلة الحجاب الحاجز، وهو ما يُساهم بدورة فى تجنب ارتجاع المريء، وكذلك يمنع الإصابة بفتق الحجاب الحاجز.
طُرق علاج ارتجاع المريء بعد التكميم
تمر خطوات علاج ارتجاع المريء بعد التكميم بعدة مراحل، تبدأ بالنظام الغذائى، ويمكن الاستعانة بالأدوية، وتكون الجراحة الحل الأخير.
أطعمة تزيد من ارتجاع المريء بعد التكميم يجب تجنبها!
في الحالة الطبيعية، هناك بعض الأطعمة التى تُزيد من فرص التعرض لارتجاع المريء، ومع إجراء عملية التكميم والتي يزداد معها احتمالات الارتجاع، لابد وأن يتم تجنب تلك الأطعمة، والتي تشمل:
- الأطعمة الحمضية، وتشمل: البرتقال، والليمون، والطماطم بمشتقاتها، والجريب فروت.
- المشروبات الكحولية، وكذلك الغازية وخاصةً التي تزداد بها نسبة الكافيين.
- القهوة بأنواعها، والشوكولاتة الداكنة.
- الأطعمة المقلية وغيرها من الأطعمة الغنية بالدهون.
- جميع الأطعمة والتوابل الحارة.
أدوية فعّالة تُعالج ارتجاع المريء بعد التكميم
فى حالة عدم القدرة على الحد من ارتجاع المريء باتباع النظام الغذائي، يتم اللجوء لبعض الأدوية التي من شأنها تقليل إفراز العصارة المعدية، أو تثبيط مضخة البروتون، أو تقليل مفعول الهيستامين (حاصرات هيستامين 2).الأسماء التُجارية عديدة فى هذا الشأن، ولكن يجب التنويه على أن لكل نوع من هذه الأدوية آلية عمل وأعراض جانبية مُعينة.وبالتالي لابد من استشارة الطبيب المُعالج أولاً؛ ليُحدد لك الأنسب حسب الحالة، وكذلك سيُحدد لك متى يمكنك التوقف عن استخدام هذه العقاقير.
التدخل الجراحي: الحل الأكثر جدوى في علاج ارتجاع المريء بعد التكميم
إذا لم تنجح الحلول السابقة فى علاج مشكلة ارتجاع المريء بعد التكميم، يتطلب الأمر فى هذه الحالة تدخلاً جراحيًا يُعرف بعملية “سوار المريء”.
عملية لينكس أو سوار المريء هى عبارة عن جراحة منظار بسيطة تستغرق عادةً 20 دقيقة، ويتم فيها عمل ثلاث فتحات صغيرة فى جدار البطن؛ ليتم إحاطة العضلة السُفلية العاصرة للمريء بسوار من التيتانيوم.يَمنع هذا السوار العُصارة المَعدية الحِمضية من الرجوع للمريء، حيث يوفر الضغط الكافي على العضلة والذي يُعوض ضعفها، وبالتالى يُعد حلاً مثاليًا لعلاج ارتجاع المريء بعد التكميم.
ويمكن أيضًا الاستعانة بعملية تحويل مسار المعدة الكلاسيكى، والتي تُعد من أقوي الحلول الجراحية لمُعالجة الارتجاع الناتج عن التكميم، حيث تتضمن تحويل عصارة المعدة للبنكرياس، وإبعادها تمامًا عن المريء
نصائح هامة للحد من مشاكل ارتجاع المريء
- شرب 8 أكواب من الماء فأكثر يوميًا.
- تجنب النوم بعد الأكل مباشرة.
- احرص على تناول الألياف الغذائية.
- تجنب الأطعمة التي تُزيد الحموضة.
- استخدم وسادة لرفع الرأس أثناء النوم.
- تناول الحليب البارد واللوز والقرنفل.
تخلص من جميع آلام ما بعد عملية التكميم مع مركز أ. د. محمود زكريا
الاعتماد على أهل الخبرة والتخصص له مردود إيجابي وضروري خاصةً فيما يتعلق بالصحة، وفى مركز أ. د. محمود زكريا، تجد الحلول الأكثر فعّالية ليس فقط لعلاج ارتجاع المريء بعد التكميم بل لجميع المشاكل المُتعلقة بعمليات السُمنة.
ولأن الأيدي الماهرة لديها قدرات خاصة على إجراء التدخلات الجراحية بدقة يَقل معها فُرص المُضاعفات، يمكنك أن تَعتمد علينا لنُخلصك من الوزن الزائد بأنسب الطرق العلاجية والجراحية التي لا يُصاحبها أى خطورة على صحتك العامة.
ارتجاع المريء بعد التكميم هو حالة شائعة طبيعية سببها الرئيسي ضعف بعض عضلات المعدة نتيجة التدخل الجراحي، ويمكن لعلاجها الاعتماد على نظام غذائي يخلو من الأطعمة الحارة والحمضية والغنية بالدهون، وقد نحتاج لبعض العقاقير أو لتدخل جراحى بسيط من شأنه تدعيم العضلة العاصرة للمريء وتقليل فرص الارتجاع.
تــــــابع أيضاَ: ما الفرق بين التكميم والتكميم المعدل؟